الخميس، 5 يونيو 2008

استرجال الشاعرات

المرأة كما يعرف الجميع بأنها ولدت وبالفطرة مخلوقه ( رقيقه / شفّافة / عاطفية / رومانسية / حالمة ) وكل هذا يعتبر من مقومات الأنوثة الحقيقية على الأقل في وقتنا هذا ..والا ماالفرق بينها وبين الرجل ؟ كل هذه المقومات التي ذكرت تضفي على المرأة جمالاُ أاخاذاُ وقد إزداد هذا الجمال جمالاً حين وهبها الله موهبة كتابة ( الشعر ) لحظتها إستبشرنا خيراً نحن معشر النساء من حيث إثبات وجودنا ومقدرتنا على التواجد في كل ميادين الإبداع التي يطرقها الرجال والتي أصبحت وكأنها حكراُ عليهم ! ولنسف هذه النظرة الدونية التي يرانا بها البعض تواجدت الأنثى فعلياُ في هذا المجال وبشكل واضح .. ولكن مع الأسف الشديد ولتكون نظرتي حيادية وصادقه ومن خلال متابعتي لما يطرح من شعر نسائي في الساحة الشعبية ( خابت الأمال كثيراُ )!! وأخذت أشكك في أنوثة البعض ( شعرياً ) مما ولّد لدي إنطباع سئ وقد يشاركني القارئ هذا الإنطباع عن إستمرارية الإنثى في شق طريقها نحو التميز والابداع اذا ماإستمرت في تقمص شخصية ( الرجل ) في قصائدها متجردة من كل مقومات ( الأنوثة) !
عزيزي القارئ :
.. متابعتي لما ينشر من شعر نسائي من خلال المجلات الشعبيه أو عبر المنتديات الأدبية أو من خلال تواجدي في بعض الامسيات رأيت وقرأت مايثير الدهشة حقاً ( نصوص لاتحمل من الأنوثة سوى الأسماء فقط ) تكاد تخلو من روح الإنثى .. نفّس الأنثى .. نعومة الأنثى .. قصائد تفوح أبياتها عطراً رجالياً ( يصّدع الرأس ).. أمر مخجل حقاً ! والأمثلة كثيرة في هذا المجال لدرجة إن البعض من الشاعرات أصبحت نسخه كربونية من بعض الشعراء حتى في طريقة الإلقاء .. تخيلوا حتى الإلقاء !
مثال :
خذني معك عاشق مجنون في ليلى
............وإن كان لك قلب خلني قلبك الثاني
عقدة التذكير عند الأنثى دلالة واضحة على أنها لاتزال غير قادرة على فرض أنوثتها من خلال ماتكتبه .. وهنا موضع التشكيك الذي تدور حوله بعض الإتهامات في رداءة الشعر النسائي . وللمشككين الحق في ذلك إذا كان مايطرح من نصوص نسائية بهذا الضعف الواضح .
مثال أخر :
والــــغــــــلا يمتد لك مد (تسْونـــامي)
............... يوم غطّى موجــــه آفـــــاق الطبيعــــــــة
أين الأنوثة هنا .. مد تسونامي ( ياظالمه )!! ماذا خلّف هذا المد .. أكل الأخضر واليابس .. إبتلع أرواح .. أفنى قرى .. منذ متى أصبح قلب الأنثى يحتمل النظر في مثل هذه المواقف فضلاً عن كتابة نص مزيج بين الغلا والحب وكارثة تسونامي ! ألم يسعفك مخزونك اللغوى بتوظيف ( أنوثتك ) هنا بدلاً من تسونامي !
مثال أيضاً :
ماأخاف الموت وأعشق صوت إطلاق الرصاص
................ وأتلذذ في عيونك .. وأبحر بقلبك رصاصه !!
يبدوا أن هذه الشاعرة ( مخضرمة ) أو أنها تعيش بعصر ليس عصرها إطلاقاً فبدلاُ من عشق الحياة عشقت ( الموت ) وبدلاً من حبها لزغزغة العصافير .. وضحك أطفالها .. عشقت أصوات الرصاص .. وبدلاً من استنشاق أخر ماأنتجه متخصصي العطور .. أثرت استنشاق البارود ! ماذا تركنا للرجال هنا ؟
أخيرا:
لست هنا بصدد التجريح أو نسف أي تجربة لأي شاعره بل العكس هي محاوله لتسليط الضوء على ظاهره تعتبر غريبة ومؤرقة بنفس الوقت وقد تسئ للعنصر النسائي في الساحة الشعبية .. ولغيرتي على هذا العنصر كتبت ماكتبت أعلاه ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق