الجمعة، 29 أغسطس 2008

البدر والليل


كيف عبر البدر عن الليل في قصائده؟
كتب البدر عن الليل بصور مختلفه
في كل مرة يضيف النور لظلام الليل
اتقن في وصفه مفعما بالأحساس الصادق
* * يقول:
الليل له قلب...
وأنا في قلب الليل ..
قلب
مجرد تخيل الصورة أشعر بدقات قلبي بين يدي.
عندماجعل المشبة به بصورة إنسان يمتلك قلب اضاف لليل الحياة
فالإنسان بلا فلب أي بلا حياة ..
فالإنسان بلا فلب أي بلا حياة ..
في محاولة منه لبث الروح في هذا الليل الساكن بدقات القلب ...
* *
وفي وصف آخر لليل يقول:

الليل تحت الشجر عاري
والفجرغطى السما بثياب

قد تجد الليل عند البدردائما حزين معتم
وحيد بلا قمر ولا نجومليل البدر يميل للعزله
والوحده انطوائي
* * يقول :

نبي نطفي قمرنا...
لويعذبنا السهر ..

والخوف

الإعلام المفتوح


سياسة الإعلام المفتوح التي أتبعتها أغلب الدول الخليجية من خلال منح أفراد المجتمع أحقية إمتلاك قنوات فضائية ومحطات إذاعية

كما نشاهد الآن وما يحدث ففي كل أربع وعشرون ساعة تبث قناة جديدة فأصبح المشاهد

لا يستطيع الألمام بما يطرح في جميع القنوات وأغلب تلك القنوات تكون نسخة مكررة من بعضها البعض

هناك الغث والسمين وهناك مايكون أقرب للانحطاط , كل هذا أثار الكثير من الأسئلة بداخلي وإجابات بسيط

أمتلكه مرتبه على حسب ثقافتي وخبرتي البسيطة من جهة ومن جهة أخرى على ماتغلل في داخلي من تربية وأخلاق.

الحرية الإعلامية مفهمومها والمطالبة بها ؟

في السابق وبالتحديد قبل الألفية الثانية كانوا ينادون بحرية رفع الرقابة وإتاحة للفرد حرية التعبير عن ذاته

بدون خوف تحت مظلة الديمقراطية المقنعة وبعد إحالة الرقيب للتقاعد وأتباع الحكومات الخليجية سياسة الإعلام المفتوح

لم تكن تعلم بأنها ستواجه مشكلة كبيرة وهو مفهوم سياسة الإعلام المفتوح لدى المجتمع ..

فكل فرد فيها جعل من مفهومه الخاص للإعلام المفتوح نافذه لتحقيق رغباته مصالحه الشخصية

و شهواته من خلال قانون أمتلاك محطة فضائية أو إذاعة فأصبح مايعرض حاليا

ماتعدى الخطوط في سخونة مايطرح في اعتقاده بأنه بذلك يستطيع جذب المشاهده له أو في تفاهة مايعرض للأسف كثيره أي هناك من القنوات القليلة جدا التي لا تتعدى أصابع اليد الواحده التي تعرض مايتناسب مع واقع مجتمعنا الخليجي وفي المقابل هذه الحرية طمست هويتنا الخليجية والإسلامية فهناك قنوات تحت مسمى خليجي ولكن لا تمد بالخليجية من قريب أو بعيد هي قنوات أقرب للقنوات اللبنانية أو تكاد تكون هي ذاتها , أما من الناحية الدينية فالإسلام بريء منهم ..

السؤال المؤلم جدا ما مصير التلفزيون الرسمية ؟ الإجابة باختصار بدأت تحتضر بسرعة البرق وبذلك حتى تستطيع تلك القنوات مجارات القنوات الخاصة لأبد لها أن تكون نسخة طبق الأصل مما يقدمونه فأضعنا هوية التلفزيون الرسمي ..

[ سنة ضوئية ]


الطامة أننا ندعي الانفتاح ونبطن بداخلنا الإنغلاق ليصبح الإنفتاح ثوب أو عباءةنرتديه / ها

فقط خشية نعتنا بالتخلف وإن كان ذلك الانفتاح يخالف مبادئنا وقيمنا ويطمس هويتنا ..


[ دقائق ضوئية]


لو أمتلكت محطه فضائية ماذا تفعل ؟وماهو التوجه المطلوب لإدارة هذه المحطات ؟

البدر يترامى إلى الأعلى


في حديث مع الفنان «خالد الشيخ» حول اختلاف كلمات أغنية «أترامى» عن الكلمات الأصلية.. قال: «إن البدر قام بهذه التغيرات بناء على طلبي».. لحظتها شعرت فقط بمدى شاعرية خالد الشيخ. فالأغنية بدأت على المقام الخماسي ومن ثم يكملها على مقام الرست. كذلك يقول الشيخ: المقام في الموسيقى العربية هو مجموعة الأصوات الموسيقية المحصورة بين صوت وتكراره. وهنا نجد أن القصيدة ذاتها ينطبق عليها هذا حتى لو لم تلحن!. هنا يكمن تمرس -البدر- للموسيقى في النص وشاعرية الشيخ.
ولكل مقام من المقامات العربية ما يميزه عن المقامات الأخرى، وذلك ناشئ عن اختلاف الأبعاد (المسافات الصوتية) بين درجاته الموسيقية.
البدر في المقطع الأول حدد إيقاع الأغنية، حيث إن الإيقاع أحد مقومات المقام الأساسية فكل مقام مرتبط بوزن معين لايجوز تغييره.. وهنا يكمن التوزان الذي يحدث بين النص الغنائي وبين المقام الموسيقي..
المقام الخماسي وهو أشهر المقامات في الموسيقى السودانية لانه مقام يشكل كل صوت فيه مركزا قائما بذاته، فتصبح اصواته خمسة مضروبة في خمسة، والناتج خمسة وعشرون صوتا، فنجد عند سماع هذا المقطع:


«أترامى
لأجلك أنتي أترامى
يانجوم الليل ضيك
.. عن مدى شوفي تسامى»


الكلمات تهبك هذا الإيحاء الموسيقى.. لا أعلم ان كان البدر فعلا تعلم الموسيقى أم تشرب الموسيقى بالفطره. فكل الدلالات تثبت أن عبقرية البدر لم تقتصر على كتابة النص فقط.
فهو عندما قام بتغيير بعض المقاطع والجمل من النص الأصلي أحدث مفارقة كبيرة في النصين فمقدمة النص قبل ان تكون أغنية كانت:


«أترامى .. هذي عاداتي
في كل العمر مره أترامى
وصدقيني في حياتي
ماهقيت أني عقاب أو يمامة»


الآن أصبحت المقارنة واضحة بأن التغيير كان من صالح الأغنية.. وأن البدر قادر على خلق عالم مختلف للجميع لا يشبهه أحد سواه.
قال البدر يوماً -بعد ان توقف عن كتابة النصوص الغنائية لفترة طويلة- : «اني مشتاق الى كتابة نص غنائي».. هذا يعني انه مدرك تماماً ماهي «الأغنية» . في وقت لا يدرك الآخرون ما الفرق بين نص وآخر.

الأحد، 10 أغسطس 2008

في ذكرى وفاة طلال مداح



في ذكرى وفاته الثامنة

ــ سنة ضوئية ــ


بعد مرور ثمان سنوات من وفاته مازلنا نوقد الشمع ونترحم عليه ونردد عاش مظلوما ومات مظلوما وفي الجهة الآخرى نصفق بحرارة لكل من ساهم في ظلم طلال ونبارك له نجاحاته .. اليوم ونحن نستعد لإحياء ذكراه كنت استمع للكثير من المقاطع الصوتية للراحل طلال وهو يتحدث بإنسانيته المعهوده عن كل من ظلمه ويختم كلماته بإبتسامة تعلو شفتاه .. وفي المقابل كنت استمع للظالم وهو يترحم ويطلب المغفرة لطلال ويردد كان استاذ ومات استاذا .. وكنت احدث نفسي لحظتها إذا لما ظلمته ؟ ولم أجد إجابة في كل ماسمعت فقط كان صباحي كالكهل الذي ينتظر الموت من شدة الحزن ..

ــ دقيقة ضوئيةــ


وترحل


غموض خالد صالح الحربي والمكونات المباشرة ..

وكعادتي لا أحب المقدمات فشاعري وقصيدته أغنى وأفضل من أي مقدمة أكتبها أنا ...وكعادتي أيضا أحب أن أمارس جنوني على كل نص يعجبني ولأن القصيدة مختلفه باختلاف شاعرها كان لجنوني لذة مختلفة .. ملاحظة : ما كتب هنا ليس الا ضرب من أنواع الجنون الذي يسكنني فهو قابل للخطأ والصواب في محاولة متواضعة مني لدمج ما اكتسبته من خلال دراستي وما تذوقته من شعر شعبي ...
شَاعِر و حُزْنِهْ شَارِعين وْ مَدِينَه
________ يشُوفْ نَوْب ، وبَعْض الأحيَانْ أعمَى
لِهْ مِنّك السُّكْنَى ، و لِهْ شَارعِينِه
________ لِهْ السَّرَاب ، و لاَ لَقَى بغيرك الْمَا!
سَلْمَى تِمِدّ كفُوفَهَالـْ...راحتِينِه
________ وتِينِهْ هوَ اللّي رَاحْ بْـ.كفوف سَلْمَى
مَا شَال رَاسِهْ غَيْر حِلمِه بْـ..عينه
________ " يعينِهْالله" ، لَوْ مَرَاسِيهْ ظَلْمَا
تَطَشّرَتْ قَبْل الطُّفُولَه سنِينِه
________ ولَمّا كُبَر مَا حَصّل سنين ، مَهْمَا
حَاوَل بشَوكِهْ قَبْل لا يَاسمِينِه
________ يُدْمِي و يُدْمِي لكن كْثِير يَدْمَى
هِنَا يُرَوّضْ بَحْرِهْ آخِر سفينَه
________ وهِنَايتَضَوّر حِبْرِهْ الضيم واظْمَى
وينهْ سؤال يموت و تْعِيش وَينِه
________ يَلْقى الإجَابَه فِي مشَاريهْ بَكْمى
يَرجَع منأوّل شَارعِين و مدينه
________ يشُوف نَوب وبَعْض الأحيَان أعمَى
خالد صالح الحربي ..
المكونات المباشرة :
هي عبارة عن فكرة تحليل الجملة لدى اللغويين في العصر الحديث لصقل مناهج البحث اللغوي وهي تعتمد على تقسيم الجملة إلى قسمين كبيرين سُمي كل منهما المكون وثم قسم كل مكون إلى مكونين حتى نصل إلى المكونات النهائية .
وهذا المنهج له طرائق تفصيلية مختلفة في مدارس اللغة فبل تشوسكى ولكن المدرسة التحويلية التوليدية رأت لها الجوانب التالية :
شَاعِر و حُزْنِهْ شَارِعين وْ مَدِينَه
تقسم إلى :
(شَاعِر و حُزْنِهْ) (شَارِعين وْ مَدِينَه )
(شاعر) (وحزنه) (شارعين) (ومدينه)
تتابع الكلمات في الجملة يقوم على علاقات محدده في داخلها مرتبطة بين بعضها البعض ففي المكون الأول وهو (شَاعِر و حُزْنِهْ) نجد المعطوف و المعطوف عليه قوى من ترابط المكونين ببعضهما فشكل نوع من الغموض وهي مشكلة تحليل المكونات المباشرة التي تكمن في عدم إمكان تعرف الغموض المعنى وذلك أن فهم المكونات المباشرة لا يؤدي إلى كشف غموض الجملة واعتمد الشاعر في هذا النص على المكونات المباشرة الواضحة للأعيان وعلى الغموض الخفي الذي يحتاج إلى الكثير من الدقة لمعرفة ما بين سطور هذه الأبيات وهنا نصل إلى نقطة مهمة أن المستوى الظاهر لا يقدم سوى " البنية السطحية " أما الغموض الدلالي نتيجة التركيب فتفسره "البنية العميقة" ومثال على ماسبق هذا البيت :
هِنَا يُرَوّضْ بَحْرِهْ آخِر سفينَه
________ وهِنَا يتَضَوّر حِبْرِهْ الضيم و اظْمَى
استطاع الشاعر فرض خصوصية شكليه في الجمل المتقاربة وكأنها معزولة عن غيرها لندقق النظر في هذا البيت :
سَلْمَى تِمِدّ كفُوفَهَالـْ...راحتِينِه
________ وتِينِهْ هوَ اللّي رَاحْ بْـ...كفوف سَلْمَى
في الشطر الثاني مكون من نفس كلمات الشطر الأول ولكن بتغير أماكن الكلمات مما أدى إلى تشابه وتقارب في الشكل واختلاف تام في المعنى ..يبقى الحربي خالد مختلف دائما فيما يطرحه من شعر مليء بالفكر والوعي ومادة دسمة لأي ناقد ومتذوق للشعر .. نهر لا ينضب ...
كلمة "سلمى"
السين = حرف من حروف الصفير أي حرف حاد جدا ممكن سماعه من على بعد وصنفه أيضا سيبويه من الحروف المهموسه على عكس الزاي فهو حرف مجهور والهمس هنا جاء ليخفف من حدة الصفير لتتغلغل إلى القلب وأيضا من صفات هذا الحرف أنه صوت غير مطبق كالصاد وهو حرف رخو وهذه الصفة مرتبطه بكونه صوت صفير ..
اللام = صوت مرخم لأنه سُبق بفتحه , وغير أنفي أي مصدره الشفتين أي خارج من القلب صوت غير مكرر على عكس الراء وهو دليل على الوحده أي صوت واحد يرمز لفرصة واحده لن تتكرر مرة اخرى ,
الميم = صوت أنفي أتى ليكمل حركة اللام ويحتمل نطقها شفوي وأنفي .
ى = حركة طويلة تدل على الاستمرارية ,
وفق الخالد باختيار كلمة "سلمى" لتمثل له الدنيا فهي قوية تمنح مرة واحده تأخذ جانبين العقلاني والعاطفي ...
هي كذلك الحياة