الثلاثاء، 6 مارس 2012

[ ما أجملك ياليل ]



في النهار تولد الحكايات .... وفي أول الليل نحكيها .... وفي آخر الليل نسمع أجملها .

 هو ضيف يأتي كل يوم بهدوء وصمت ولا يقطع هذا السكون إلا دبيب النمل .. هو بلحظاته.. وساعاته المعدوده .

عالم آخر يحمل جميع التناقضات بين سكانه وأصحابه , كثيرون هم الذين ينتمون إليه من مجرمين وهاربين ولصوص وعشاق ومحبين ومحرومين وتائبين..

كل منهم يشعر بأولويته في الارتماء بين احضان هذا العالم الغريب.

ذلك العالم بسواده السرمدي وبالرغم من تستره أحياناً , بما تجنيه تلك النفوس الأماره بالسوء من مصائب ومحن وجرائم .

 إلا انه حضن دافئ ويد حانيه لتلك القلوب المتكسره والأرواح المتعطشه
والدموع النازفه و وقت هجعة الأنام وصحوة الإحساس .

الليل انسـان أشـاطره الهموم والأحزان واستودعه كل الأسرار و أعلق على جدرانه صور الذكريات .

 الليل هو عالم التائبين الغارقين بدموعهم ونجواهم لرب العالمين .

 الليل هو عالم المحبين والعاشقين الباكين على اطلال المحبين وجروح الغادرين .
الليل هو عالم اللذين ضاقت عليهم نفوس البشر فلجأوا الى ذلك السواد الحالك .
والصديق الصادق والحضن الدافئ والقلب الواسع .
مجرد تخيل الليل تشعر بدقات قلبك بين يدي , عندما تجعل المشبة به بصورة إنسان يمتلك قلب اضاف لليل الحياة , فالإنسان بلا قلب أي بلا حياة , فيحاول بث الروح في هذا الليل الساكن بدقات قلبه ...

 تغنى به العرب قديما وحديثا فصيغت بها أجمل القصائد والألحان فكان الليل معشوق كثير من بني البشر فكتبت نازك الملائكة:

سكن الليل
اصغ إلى وقع صدى الأنات
في عمق الظلمة ، تحت الصمت ، على الأموات
صرخات تعلو ، تضطرب
حزن يتدفق ، يلتهب
يتعثر فيه صدى الآهات
..
تمر ليالي أعمارنا علينا منها السعيد ومنها الحزين نسرح في أفكارنا المملوئة بالأمل ونتعمق في التفكير ...ننظر من خلال النافذة ذلك القمر البديع الذي يستهوينا منظره الجذاب.نفكر ونفكر ونفكر في ذلك القمر ...

ويرجع لنا ماضينا لحظة بلحظة ويقلب صفحاته صفحة صفحة.هذا الماضي الذي منا من يريد تكراره مرات ومرات.ومن يريد تكراره هو من ابتسمت له وقدمت له مع كل لحظة وردة يافعة تملأ رائحتها كل جنبات حياته الجميلة ...تتدفق ينابيع الحب والغرام والشوق منا ...ترتسم الإبتسامة في محيانا

...يمر الوقت بسرعة وترجع ليلة أخرى ونقلب ماضينا مرة أخرى ولكن بليالٍ قاسية وجائرة علينا ...

ونحاول نسيان ماتذكرنا ونحاول نسيان ماعملت بنا تلك الليالي ...التي وضعت آلاما كبيرة في داخلنا لا نستطيع أن نفر منها ...تلك الآلام أيضا هي التي تسببت في إحباط من هم أقل عزيمة من غيرهم ...جفت الدموع في عيوننا ...الكثير منا يريد بزوغ الفجر ليلوح الأمل من جديد ...

ويذهب ذلك الليل المليء بالأحزان والآهات ...لعله يغطي ذلك الليل ويبعدنا عنه .. ويملئنا افراح وسعادة ...لعله يجدد ما بداخلنا مما فعله الليل بنا ...
[  ما أجملك ياليل ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق