الاثنين، 13 فبراير 2012

الأمنيات



عرّابــــة الأمنيات تغفو على وسادة من حلـم..
وبإحدى يديها نجمةٌ ساهرة .. فكيف الحياة بلا أمنيات .. وكيف سيكون عليه شعورك حينما تتحقق  أمنية .

[ البداية ]

أمسك بقطعة نقود معدنية ..أغمض عينيك ..تمن أمنية ..ارم القطعة ..اختفت في ذلك القاع المظلم .. صوت ارتطام الأمنية بالماء ..اقترب ..ألقِ نظرة ..هل ترى أمنيتك ؟؟ ربما تراها مع الأيام ..كثيرة تلك الأمنيات التي دارت في مخيلتنا .. قليلة تلك التي تحققت ..أترانا نحلم كثيراً ؟ أم أن أمنياتنا باتت مزيجاً من الخيال المستحيل ؟ أمنية رقدت داخلك لسنين .. ثم تحققت ذات يوم.. أمنية أخرى لم تجد طريقاً للواقع بعد .. أمنية مازلت تفكر هل تتمناها أم لا ..





الأمنية صنع الإنسان .. تحقيقها بيد الخالق, وجودها سبب راحة , رائع في ذاته .. متعة من المتع الإنسانية أنك تتمنى وانت في أزهى حالاتك حتى لو أنك مدرك انها امنية مجرد خيال فتشعر بجزء بسيط جدا من الشعور الكامل


الأمنيات مساحات بيضاء نرسم عليها كل طموحاتنا وامالنا , وقد تكون هذي الامنيات مؤلمة وقد تكون مفرحة ولكنها تبقى أغلى مايملكها الإنسان



عندما كنا صغار كنا نعتقد بأن الحياة لا تحلوا الا بالأمنيات..نتمسك بكل خيط منها وننتظر تحقيقها نقترب قليلا لكنها تبتعد اكثر واكثر الى ان اصبحت بعيده , هي كالدنيا ذاتها لا يمكث الفرح فيها كثيرا ورغم ذلك نتمسك بكل جزء منه ونحاول تذكره ..



الأحلام والأمنيات مدينة تسكن فيها كل مشاعر الحب ولذلك عندما تلتقي القلوب المحبة تلتقي أمانيهم وعندما تتغيير امانيهم تبتعد قلوبهم ..


ربما يكون قدر الأمنيات أن تسكن بعيدا ً كنجمة يحلو لنا أن نسامرها ..أن تكون لديك أمنية شيء رائع بغض النظر عن قدرتك على تحقيقها وأجمل الامنيات تلك التي ترسى على موانيء قلوب العشاق وأجمل تلك الامنيات أن يحلم المحبوب بلقاء حبيبه والسهر معاه ..

ويمر العام بعد العام بعد العام. نتبادل التهاني ثم ينحدر العام الفائت تحت سفح جبل الذكريات. تتجدد الامنيات ويتجدد الامل. فنتذكر ليالي الوداع ونعيد شريط الذكريات لنسدل ستار الدموع على مافت .

ربما لأن امنياتي متعددة واكثر من تختزل في جملة واحدة أو ان تعد وتحصى. وبعضها اكبر من ان يتحقق. ولكن الامنية امنية: كبسولة سعادة مجانية ان لم تتحقق نعيش بها لحظات رغد ومتعة.لذلك اجمل الامنيات هي امنيات الهوى ..


اعتقد بأن الأمنية العظيمة فعلاً حينما تتحقق يتحقق تبعاً لها الراحة للإنسان فهي تهديه الفرح و الاستقرار على الوضع الذي يحبه و يرتضيه قد تكون هي الوحيدة لكن في الوقت ذاته هي الثمينة فعلاً , اعزائي المستمعين  لو غادرتنا الأمنيات هل سنعمل و نبذل ما بوسعنا دوماً .وان غادرتنا ليالي الجفاء وهي اطول الليالي وتنطفي فيها النجوم وتختفي ابتسامة الامنيات ويبتدي المحب ينسج لحظات تتداخل فيها ذكريات الماضي والحاضر ..



وقالوا زمان  ” و ما نيل المطالب بالتمني ” أي تحتاج إلى السعي فيها و الركض ورائها  لتتحقق ربما لن تكون النتائج سريعة ولكن أطمح فقط إلى أن ترى بوادر قُرب تحققها ..

هناك من يحب الأمنية و هنالك من يحب الامنية حق المحبة
وحق المحبة هو ما يجعلك تستلذ في ملاحقة امنيتك مهما اتعبتك و اشقتك
كلنا نحب الجنة ونتمناها لكن من يحبها حق المحبة يقوم الليالي و يصوم الايام و اعتقد ان من يحب الامنية نادرا ما تتحقق أمنيته بينما من يحبها حق المحبة ويحلم فيها غالبا ما تتحقق..

لا نستطيع ان نهرب من الامنيات وسنبقى نحلم ونتمنى لن الاحلام والامنيات سر بقاءنا بالحياه ولكن كلما نحقق حلم ونرى عواقبه يجعلنا مع الوقت نتروى حتى بالحلم ونفكر به مليا قبل ان نتمناه  .

مسجونون نحن بأمنياتنا بأحلامنا بأوهامنا متأملون بتحقيقها ولو في عالم من خيال ونركض لاهثين لتحقيق حلم وردي وأمنية شبه مستحيلة ويتعبنا الطريق ونقطة النهاية لا تزيد إلا ابتعادا أترانا سنصل يوماً

أم سنكتفي بما جمعناه في صندوق الأمنيات الصغير ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق