الأحد، 6 يوليو 2008

حين ميسره


مثلث الشيطان المرعب

الفقر والجهل والأغنياء


استطاع المخرج خالد يوسف أن يفتح مرة اخرى ملفا شائكا ومخيفا حول حرية المبدع والفنان في ان يرتاد مناطق مظلمة في مجتمعاتنا التي يتلاشى نورها بالتدريج لصالح هذا الجزء المظلم .كشف الفيلم مدى فقر وانحلال طبقة مسحوقة من المجتمع، تتحرك في سلوكها وحياتها بلاضابط أو رادع ديني أو أخلاقي، منكفئةً على ذاتها بشكل لا يصدَّق، تنحصر متطلباتهافي قضاء الحاجات الأساسية والغريزية في الحياة، فتجد معاني مثل (البلطجة- السرقة- الانحراف- الفقر- المرض- الألفاظ البذيئة) هي الإطار الذي تتحرَّك فيه أحداث الفيلم.

[ سنة ضوئية ]


يقول د. ممدوح المنير في مقاله الذي سلطه على الفيلم

(ولكن السؤال الذي أطرحه هنا: هل من حق المخرج أن يناقش قضيةًما على شاشة السينما بناءً على مرجعيته ورأيه وتصوره الشخصي للحياة والحرية؟الإجابة بالتأكيد نعم ولا!!، كيف؟ نعم من حقِّه أن يعبر عن رأيه وفكرته، ولكن مادام سيخاطب بها المجتمع فيجب أن يعبر عنها بالشكل الذي يريده ويتقبَّله المجتمع؟وهذا للأسف هو العنصر الغائب في الفيلم؛ فالمرجعية المعتمدة للمجتمع والتي يتحدثعنها الدستور في فقراته الأُولى هي أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة وأن الشريعةالإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ومن حق أي مواطن يرى أن هناك تشريعًا أوقانونًا ما لا يتوافق مع الشريعة أن يرفع دعوى بعدم الدستورية أمام المحكمةالدستورية العليا، فإذا ما ثبت عدم توافقه مع الشريعة تُسقطه المحكمة ويصبح هووالعدم سواءً.وبالتالي فإن العقد الاجتماعي الذي توافقت عليه غالبية الأمةوارتضته عن طيب خاطر حاكمًا ومنظمًا لشئونها وراعيًا لمصالحها ومعبرًا عن طموحها هوالإسلام، وبالتالي فإن أي عمل فني يتصادم مع هذه المرجعية يُعتبر خروجًا عن أعرافالمجتمع.)


[ دقائق ضوئية ]


في لحظات مع نفسك وبعد خروجك من دار السينما وتسترجع ماشاهدته من غث وسمين تكتشف بأننا أحيانا كثيرة نحتاج إلى الخروج عن أعراف المجتمع ونبصق في وجه الحائط الذي أعتدنا أن نبكي خلف ولا يسمع لنا نحيب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق