في
الكلمة العربية موسيقى باطنية عفوية بلا تصنع، قوامها التوافق الفطري بين خصائص
أحرفها وبين ما تدل عليه من المعاني إيحاءً أو إيماءً. فما أن تنشد الكلمة في
الشعر العربي الأصيل أو ترتل في القرآن الكريم، حتى نجد أن خصائص الحروف ومعانيها
هي التي تتحكم بموسيقاها فحينما يبدأ قصيدته :
عيونك اخر آمالـي وليلـي اطـول مـن اليـم
كيف القى كلامٍ عذب يوصـف دافـي احساسـي
استطاع
الشاعر هنا من أن (يُمسوق) أبيات قصيدته فشحن أحرفها بشتى الأحاسبس والانفعالات
لتتحول بذلك إلى تفعيلة موسيقية جاهزة للغناء في شتى المقامات ومهيأة للتداول بين
الناس للتعبير عن شتى المعاني بلا موسقة مصطنعة.
عشقتك قبل ما اشوفك وشفتك صرت كلي حلـم
ابي رمشك يغطيني وابيك اقـرب مـن انفاسـي
يهمّك تعرفي انـك قتلتـي فـي سنينـي الهـم
قتلني ضحكـك وجِـدّك قتلنـي لينـك القاسـي
الحواس
الخمس كما هو معروف عنها، هي أجهزة توصيل فيزيائية وكيمائية تنقل إلى المراكز
الحسية في الدماغ عبر خلاياها الحسية والعصبية، مختلف الأحاسيس التي تتلقاها من
العالم الخارجي، فلكل بيت من ابيات القصيدة إحساسٌ معين , وحاسة السمع من أدق
الحواس في إيصال المشاعر إلى القلب , واذا قارنا امتزاج افكار القصيدة مع الموسيقى
فاننا نصل إلى عبقرية الفنان عبادي الجوهر حيث بدء الاإنية بصوت الة العود فقط
وكأنها محاولة لإيصال رسالة للمعشوقة بوحدانيتها في سماء قلبه , ودخول الإيقاعات في
الدقيقة 0:20 احدث متغير في أذن المتلقي ولكن هذا المتغير أو صوت الإيقاعات لم يؤثر
على صوت العود ممايدل ذلك كما قلت سابقا على تأكيد وحدانية العشق لدى الشاعر في
القصيدة , وتترجم الإيقاعات هنا بكثرة الحطب في هذا البيت :
يجول الحزن في ضلوعي بردت وذاب فيني العظم
كثير من الحطب حولي وعنـدك انكسـر فاسـي